ان .بي.سي ” مركز نعمان للسيرة الذاتية “.
اختارالمركز سيرة بسام سعيد فريحه كالسيرة الذاتية للعام، ضمن الشخصيات العربية ال2000 للقرن العشرين، نظراً إلى مساهماته الفاعلة في قطاع النشر، وبالاخص لانشاء اقدم واضخم وانجح دار نشر في لبنان والشرق الاوسط .
بقلم ناصر الظاهري
على الرغم من أن بسام فريحه الرئيس التنفيذي لـ “دار الصياد” هو في صميم العمل الإعلامي، إلا انه يحرص بشدة على النأي بنفسه عن أضواء المهنة، أو الدعاية الذاتية، أو الشهرة المصطنعة. وهو يتقدم فقط في حالات خاصة ومدروسة ولها أهداف مهنية محددة. هذا “النموذج” في العمل الإعلامي لفت انتباه الزميل ناصر الظاهري من أسرة الزميلة الإماراتية “الاتحاد”، فكتب هذا المقال عن الأستاذ بسام فريحه الناشر والإعلامي تحت عنوان “في دروب الحياة”، وهذا نصّه:
تصادف شخصيات في دروب الحياة يضيفون إلى رصيد تجربتك بعداً، ويزيدون من معرفتك عمقاً، ولا يكون اللقاء بهم إلا مثمراً ومتميزاً، من هذه الشخصيات، بسام فريحه الذي يحسد على ثلاث: صداقاته وعلاقاته النخبوية الكثيرة، مقتنياته الفنية العالية التي قضى أربعين عاماً في تجميعها، وإصداراته الصحفية المتعددة من خلال دار الصياد العريقة. ولا يحسد على ثلاث: التنقل الدائم بحيث لا يتذكر سرير الأمس، وعلى أي مخدة وضع رأسه، وساعة صحوه اليوم في أي مدينة، ومحاولته مسك الأشياء الكثيرة التي يتعامل بها، بحيث لا تفلت التفاصيل من بين أصابعه، والوقت الهارب والمتناثر والموزع على جهات الدنيا الأربع.
بعض هؤلاء الأشخاص تقول: التقيهم ولو صدفة، أحاول أن أسرق من وقتهم ولو دقيقة، آخذ كلمة منهم أو فكرة عابرة وأمضي، بسام واحد من هؤلاء، له عين فاحصة، وبصيرة ثاقبة، يعرف الناس والأشياء، يتابع أموره ولو كانت صغيرة، فحكمة العمر علمته أن كل شيء مهما صغر مهم، ومهما عظم فهو أهم، تتساوى عنده الأمور، ولا يركن لمسألة كبيرة، وينسى أمراً صغيراً، صاحب واجب، وخير في الناس، لا تنسيه عجلة الحياة المتسارعة شخصاً عمل معه، أو شخصاً خان به الحظ، أو غلبته الحياة، وهو بين كل هذه الأشياء المتداخلة، تشعر انه يعمل مع مساعديه، لا يعملون عنده، ويذكّر معاونيه الناسين، ولا يذكّرونه، قد يطيل الحكم على الأمور، وقد يفرض صمته تجاه ما لا يريد الإفصاح عنه، وقد يتناسى، لكنه لا ينسى، إلا الخطيئة، ويفرحه كثيراً ودائماً النجاح.
مرة حكي لي عن قصة حدثت معه، وهو المشحونة حياته بالقصص والعبر، وله من العمر المديد ما يجعله قادراً على غربلتها وفلسفتها، واستنباط حكمتها. فذات مرة كان ينتظر شخصاً مهماً لكي ينجز عملاً معه، وسارت الساعات ومضت الأيام واختلفت المواعيد، ولم يجد الفرصة المواتية للقاء، وهو الصبور والمتابع لتفاصيل أموره، لكن ذلك لم يثنه، ولم يقعده، ولم يسمح للإحباط أن يتسلل إلى نفسه، فكرر المحاولة وفي أماكن مختلفة، لكن اللقاء نتيجة لظروف كثيرة لا يتم، وذات يوم اتصلوا به، وحددوا الوقت، وكان وقتها في فرنسا، فأخذ سيارة بسائقها وذهب على وجه السرعة، لكن الشخصية المرموقة جاءها موعد طارئ، ولظرف أكبر، مما جعل بسام ينتظر ساعات، فلما تأخر الوقت كثيراً، واستبطأه، خرج ليستقل السيارة، قائلاً لنا في الغد منتظر، لكنه وجد السائق الفرنسي قد ذهب، لأن الساعات المتفق عليها قد نفذت، وفي فرنسا السائقون بالساعات المحددة والمتفق عليها، وليس مثل سائقه في أبو ظبي “حاجي” الذي يبقى مستنفراً طوال اليوم ما دام في أبو ظبي. رجع إلى المجلس، وبقي جالساً ثم غفت عينه ثم أفاق على صوت ينبه بوصول الشخصية فجراً، والذي ما اعتقد إن بسام سيبقى كل هذا الوقت منتظراً، متسائلاً عن الموضوع الذي ظل عالقاً مدة طويلة، والذي جاء من أجله لينهيه في الحال، وحتى يوصله سائقه الخاص إلى بيته.
في اليوم التالي، طلب بسام السائق الفرنسي وأعطاه مكافأة مجزية على انصرافه، فأعجب السائق من تصرفه، لكن نفس بسام كانت تقول: لولا انه لم يذهب، ولم يتركني، ولم اضطر للبقاء، ما أنجزت العمل، ولا حصلت كل هذه البركة… هناك بعض الناس عليهم أن يتعلموا من الحياة من كيس غيرهم !
(عن “الاتحاد” الإماراتية، 13 شباط / فبراير 2009)
ولد في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1939 في لبنان. ابن سعيد فريحه وحسيبة فريحه، متأهل من جوديث فريحه، والد حسيبة، عصام واليسا- باسمة(انظر “الصفحةالرئيسية”).
بكالوريوس علوم في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت-لبنان عام 1960 .
الرئيس والمدير التنفيذي لـ”دار الصياد” بيروت لبنان منذ العام 1960 .
المبعوث الخاص للرئيس اللبناني بمهام وزير ممارس .
حائز على عدد من الجوائز والأوسمة الدولية بما فيها تقديرات من حكومات: المغرب، لبنان، زائير، الاردن، اسبانيا، مالطا، سوريا، مصر، دولة الامارات العربية المتحدة، البحرين وفرنسا .انظر الصفحة الخاصة بالجوائز والاوسمة
انشأ اكبر وانجح دار نشر في لبنان والشرق الاوسط(انظر الصفحة الخاصة بالانجازات) .
احلال السلام في لبنان واحقاق السلام العادل في الشرق الاوسط .